فيسرنا اولا ان نبارك للاخوة المجاهدين الذين نفذوا غزوة الاسكندرية فبورك في سواعدهم وفي جهادهم ونسأل الله ان يحفظهم بحفظه ويجعلهم ثابتين على الحق ويرزقهم الشهادة في سبيله مقبلين غير مدبرين.
و ثانيا: اوجه رسالة الى المسلمين جميعا في مصر وخارجها عن اسباب هذه العمليه ونحن نعلم ان الكثير من الناس هذا اليوم صار عندهم جهل بالدين وبشرائع رب العالمين وها قد سمعنا من يستنكر هذا العمل من المسلمين ويصفه بالارهاب والعمل الخاطيء بل اننا للاسف نسمع من يسمي من قتل من النصارى بالشهداء فسبحان الله..اي شهيد هذا؟ متى اصبحت الشهادة والاستشهاد للنصارى يا امة الاسلام؟
فيا ايها المسلمون اعلموا ان غزوة الاسكندرية هي غزوة صحيحة موافقه لشرع الله سبحانه.
فالنصارى في مصر ليسوا اهل ذمة اطلاقا ومن شك في قولنا فليرجع لاقوال اهل العلم وفي جميع المذاهب الاربعة وفي اقوال شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم و غيرهما في شروط اهل الذمة وستجدون ان النصارى في مصر قد ارتكبوا الكثير من النواقض لتلك الشروط فهم بذلك ليسوا اهل ذمة اطلاقا.
الامر الاخر هو وجوب استنقاذ اسارى المسلمين وهذا امر دليله واضح في الكتاب والسنة
كقوله تعالى : { وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ } [ الأنفال : 72 ] ، و ما ثبت في صحيح مسلم و عند أصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخْذُلُه و لا يحقره ) .
وقال الإمام النووي [ في شرح صحيح مسلم : 16 / 120 ] : قال العلماء : الخذل ترك الإعانة و النصر ، و معناه : إذا استعان به في دفع ظالم و نحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ، و لم يكن له عذر شرعي ، و ( لا يحقره ) أي : لا يحتقره ؛ فلا يُنكِر عليه ، و لا يستصغره و يستقله.
قال القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة : ( و تخليص الأسارى واجب على جميع المسلمين إما بالقتال و إما بالأموال ، و ذلك أوجب لكونها دون النفوس إذ هي أهون منها ، قال مالك : واجب على الناس أن يُفْدوا الأسارى بجميع أموالهم ، و هذا لا خلاف فيه ... و كذلك قالوا: عليهم أن يواسوهم فإن المواساة دون المفاداة ) [ تفسير القرطبي : 5 / 257 ] .
و قد أمر بذلك نبي الرحمة صراحة ً كما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال : ( فكوا العاني ـ يعني الأسير ـ و أطعموا الجائع و عودوا المريض ) .
قال الحافظ ابن حَجَر [ في الفتح : 6 / 167 ] : ( قال سفيان : العاني : الأسير ، قال ابن بطال : فكاك الأسير و اجب على الكفاية ، و به قال الجمهور ، و قال إسحاق بن راهويه : من بيت المال ، و روي عن مالك أيضاً ) .
و قال الإمام المناوي شارحاً هذا الحديث في فيض القدير : ( فكوا ) خلِّصوا ، و الفكاك بفتح الفاء و تكسر التخليص ، ( العاني ) بمُهملة و نون أي أعتقوا الأسير من أيدي العدو بمال أو غيره كالرقيق قال ابن الأثير : العاني الأسير و كل من ذّل و استكان و خضع فقد عنا قال ابن بطال : فكاك الأسير فرض كفاية و به قال الجمهور و قال ابن راهويه : من بيت المال ، و رُوي عن مالك و قال أحمد : يفادي بالرؤوس أو بالمال أو بالمبادلة .اهـ .
و في الصحيح و سنن الترمذي عن أبي جحيفة قال : قلت لعلي رضي الله عنه : ( يا أمير المؤمنين، هل عندكم من الوحي شيء ؟ ) قال: ( لا و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ، إلا فهماً يعطيه الله عز و جل رجلاً و ما في هذه الصحيفة ) ، قلت : ( و ما في هذه الصحيفة ؟ ) قال : ( العقل ، و فكاك الأسير ، و لا يقتل مسلم بكافر ) .
قال ابن العربي المالكي رحمه الله في معرض حديثه عن الأسرى المستضعفين من المسلمين : ( إنّ الولاية معهم قائمة ، و النصرة لهم واجبة بالبدن بألاّ يبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم ؛ إن كان عددناًَ يحتمل ذلك ، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم ، حتى لا يبقى لأحد درهم ، كذلك قال مالك و جميع العلماء ، فإنا لله و إنا إليه راجعون على ما حلَّ بالخلق في تركهم إخوانهم في أمر العدو ، و بأيديهم خزائن الأموال ، و فضول الأحوال ، و العدة و العدد ، و القوة و الجلد ) [ أحكام القرآن : 440/2 ] .
و قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى { وَ مَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ وَ الْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا } [ النساء : 75 ] : حض على الجهاد ، و هو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب و يفتنونهم عن الدين ، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته ، و إظهار دينه و استنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده و إن كان في ذلك تلف النفوس ) [ تفسير القرطبي : 5 / 279 ] .
وقال ابن حجر الهيتمي : ( ولو أسروا مسلما فالأصح وجوب النهوض إليهم فوراً على كل قادر ) [ تحفة المحتاج : 9/237 ] .
و قال الامام ابن جزي الغرناطي في كتابه القوانين الفقهية :
في اسارى المسلمين: يجب استنقاذهم من يد الكفار بالقتال فأن عجز المسلمون عنه وجب عليهم الفداء بالمال فيجب على الاسير الغني فداء نفسه وعلى الامام فداء الفقراء من بيت المال فما نقص تعين في جميع اموال المسلمين و لو اتى عليها.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية (الفتاوى28/635)
فكاك الأسارى من أعظم الواجبات، وبذل المال الموقوف وغيره في ذلك من أعظم القربات.
فيا ايها المسلمون اعلموا ان دولة العراق الاسلامية قد وجهت عدة رسائل الى النصارى في مصر من اجل اطلاق سراح اسرى المسلمين المحتجزين عندهم الا ان النصارى قد رفضوا مطالب المجاهدين و اخذتهم العزة بالاثم و ما كان من سبيل اخر امام المجاهدين الا ان يبادروا الى شن عمليات جهادية ضد النصارى حتى يرضخوا لمطالب المجاهدين وليعلم النصارى في العراق ومصر وغيرها انهم في الحكم سواء ومن اراد النجاة فليرينا سعيه الجاد الى اطلاق سراح المسلمين المحتجزين وليتبرأ من افعال النصارى في مصر.
واقول ختاما الى المسلمين عامة: شاركوا اخوانكم المسلمين في جهادهم وانفروا الى الجهاد في سبيل الله.
روى أبو داود (3462) عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ) . صححه الألباني في صحيح أبي داود .
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك.